At-Takhrij al-Fiqhi fi Madhhab al-Imam ash-Shafi’i

التخريج الفقهي خَصِيصةٌ من أهم خصائص الفقه المذهبي؛ فإن الأحكام الفقهية في كل مذهب من مذاهب الأئمة الأربعة رضيَ الله عنهم تنقسم إلى قسمين: نصوص إمام المذهب، وتخريجات أئمة المذهب عليها. وللتخريج الفقهي الفضل في نمو الفقه المذهبي منذ عصر الأئمة الأربعة المؤسسين وإلى وقتنا هذا، ولولاه لتوقفت مسيرة الفقه الإسلامي، ولما تمكّن الفقهاء من مواكبة العصور المختلفة والإجابة عن أحكام النوازل؛ لعدم وجود المجتهد المطلق المستقل، فكان السبيل الناجع للاجتهاد المذهبي هو التخريج على ما نصّ عليه وقعّده الأئمة المؤسِّسون للمذاهب رضيَ الله عنهم. وهذا الكتاب دراسةٌ تأصيليةٌ تطبيقيةٌ تتناول باستفاضة التخريج الفقهي في مذهب الإمام الشافعي خاصة، وتُبيّن دور مجتهدي المذهب وأصحاب الوجوه فيه في معالجة المسائل المستجِدّة غير المنصوصة للإمام، موضحةً طبيعة عمل الأئمة المخرِّجين وأصحاب الوجوه وكيفية تخريجهم للأقوال والوجوه على نصوص الإمام الشافعي وأصوله، وأثرهم في مسيرة المذهب.